دوّى صوت انفجار قوي في ساعة مبكرة من صباح الجمعة في العاصمة المصرية، القاهرة، من جراء هجوم بسيارة مفخخة يقودها انتحاري على مديرية أمن القاهرة، ما أسفر عن سقوط 4 قتلى على الأقل، فضلا عن 51 جريحاً. وتبنى تنظيم أنصار بيت المقدس الهجوم. في حين أكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية المصرية أن الحادث  وقع في السادسة، حيث حاولت سيارة نصف نقل اقتحام بوابة المديرية، فتبادل معها رجال الأمن اطلاق النيران، وفي لحظات حدث الانفجار الذي نتج عنه انهيار الواجهة الامامية للمديرية.
من جهته، أدان الدكتور حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء،  حادث التفجير، مؤكداً أنه  محاولة خسيسة يائسة من قوى الإرهاب لإفساد ما حققته مصر من نجاح على خريطة المستقبل.

استهداف للشرطة

وفي وقت لاحق، انفجرت عبوة ناسفة أعلى محطة مترو الأنفاق بشارع التحرير في حي الدقي بمحافظة القاهرة الكبرى. وأسفر الهجوم عن مقتل شخص على الأقل، وإصابة  8 أشخاص بينهم ضباط، بحسب ما أفادت مديرية أمن الجيزة. وأكد العميد خالد عكاشة، في اتصال مع العربية،  أن المستهدف من تلك العبوة قوات الشرطة، لا سيما وأنه من المعروف أن عناصر الشرطة يتجمعون في ذلك المكان، كما أن أية أضرار لم تصب محطة مترو البحوث.
وفي التفاصيل، أكد مسؤول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية أنه  حوالى الساعة 9.45 صباح اليوم الجمعة، وقع إنفجار عبوة محلية الصنع بشارع التحرير دائرة قسم شرطة الدقى بمحافظة الجيزة. وأضاف المصدر في بيان رسمي لوزارة الداخلية أن الانفجار أسفر عن استشهاد مجند وإصابة 9 من ضمن قوات الشرطة المكلفة ببسط الأمن في شارع التحرير. كذلك أفاد مراسل العربية عن  انفجار عبوة ناسفة أخرى، أمام مركز شرطة الطالبية في القاهرة. وصرح مسؤول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية أن الانفجار محدود وأصاب احدى لوحات الإعلانات بشارع الأهرام دائرة قسم شرطة الطالبية بمحافظة الجيزة ولم ينجم عنه حدوث إصابات أو أضرار كبيرة.  وقد تبين بعد الكشف على المكان أنه ناتج عن عبوة محلية الصنع.

 تفاصيل التفجير الانتحاري

أما لجهة حادث مديرية الأمن، فقد عثر الأمن المصري على جثمان يُشتبه أنه لمنفذ الهجوم الانتحاري. في حين أكد التلفزيون المصري أن الانفجار ضرب محيط مديرية أمن القاهرة الكائن في وسط المدينة. وذكرت صحيفة "اليوم السابع" أن الهجوم أسفر عن سقوط عشرات الجرحى رغم أنه ضرب في توقيت لا يشهد كثافة في الحركة.
ووقع الحادث عند الساعة السادسة والنصف صباحا بتوقيت القاهرة في حي "باب الخلق" المكتظ  والذي يشهد حركة تجارية. وتصاعد دخان كثيف غطى مساحات كبيرة من سماء المدينة، وسُمع دوي إطلاق نار عقب الهجوم. وهرعت سيارات الإسعاف إلى موقع الانفجار، وتولت نقل جرحى إلى المستشفيات. ووردت معلومات من وسائل إعلام مصرية عن قوة الانفجار الذي أحدث هوة بعمق 6 أمتار.
كما وقعت أضرار كبيرة في واجهة مبنى مديرية أمن القاهرة شملت 4 طوابق، كما تأثر مبنى متحف الفن الإسلامي المجاور، وتحطم زجاج واجهة دار الوثائق القومية القريب. وطالت الخسائر أيضا واجهات المحال التجارية والعقارات المقابلة لمبنى مديرية الأمن.
 من جانبه، دفع الجيش المصري بأربع مدرعات إلى منطقة المهندسين في محافظة الجيزة، تحسباً لوقوع هجمات أخرى. وقال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، لقناة "العربية"، إن الهجمات الانتحارية لا يمكن إيقافها بأي إجراءات احترازية. وأضاف أن وجود مقر المديرية في شارع حيوي وسط القاهرة حال دون تأمين حرم أمني كبير حول المقر. وحالت حواجز أسمنتية وُضعت حول مديرية أمن القاهرة في وقت سابق دون وصول سيارة الانتحاري للهدف، بحسب ما أكد مراسل العربية في القاهرة.

تضامن شعبي

يذكر أن بعض الناس خرجوا إلى الشوارع رافعين الأعلام المصرية، بحسب ما نقل مراسل العربية، تعبيراً عن تضامنهم مع الجيش المصري والقوات الأمنية، وتأكيداً على اصرارهم على أنهم سيحتفلون بذكرى 25 يناير، دون أن يردعهم شيء.
من جهة أخرى، أفاد مراسل العربية أنه لم تخرج أي تصريحات من قبل جماعة الاخوان المسلمين أو ما يعرف بقوى "دعم الشرعية"، علماً أنه غالباً ما تؤكد تلك القوى على أنها تدعو لتحركات سلمية.