أفادت مراسلة قناة "العربية" بأن محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة بالقاهرة، قررت تأجيل محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى جلسة الأول من فبراير المقبل لإحضاره من محبسه ببرج العرب في الإسكندرية، حيث تعذر نقله لحضور المحاكمة اليوم الأربعاء بالقاهرة نظراً لسوء الأحوال الجوية.
وكان مدير أمن الإسكندرية قد أكد مسبقاً تعذر نقل الرئيس السابق نهائياً لمقر المحاكمة بالقاهرة لسوء الأحوال الجوية. وتبعد الإسكندرية حيث سجن برج العرب الذي ينزل فيه مرسي عن القاهرة نحو 240 كيلومتراً.
وأضافت مراسلة "العربية" بأن الجلسة عقدت واستمرت أقل من أربع دقائق، حيث ظهر محمد البلتاجي وقرأ بياناً أكد فيه أن المحاكمة غير شرعية وأنهم يعتبرون أنفسهم تحت الإقامة الجبرية، واصفاً المحاكمة بـ"السياسية" وأنها "انتقام من رئيس منتخب". وصاح رفاقه المحتجزون في قفص الاتهام مؤكدين أنهم أجبروا على دخول القاعة. وقتها أمر القاضي بتأجيل الجلسة للأول من فبراير.
وكان من المنتظر وصول الرئيس السابق، صباح اليوم الأربعاء، على متن مروحية تقله من سجن برج العرب إلى مقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس في القاهرة، التي ستعقد بها ثاني جلسات محاكمته في قضايا التحريض على العنف في أحداث العنف التي وقعت بمحيط قصر الاتحادية في 5 ديسمبر 2012.
ووصل باقي المتهمين وسط تكثيف أمني من قبل قوات الجيش والشرطة المتواجدة بمحيط الأكاديمية.
كما وردت تقارير صحافية تفيد برفض قوات تأمين المحاكمة السماح لنجل الرئيس المعزول، أسامة مرسي، بدخول مقر المحاكمة بأكاديمية الشرطة، لعدم حصوله على تصريح بالدخول.
يُذكر أن محكمة جنايات القاهرة كانت ستستأنف اليوم ثاني جلسات محاكمة مرسي و14 متهماً آخرين من قيادات الإخوان في القضية المعروفة إعلامياً بقضية "قصر الاتحادية"، والتي يواجه فيها المتهمون اتهامات بارتكاب جرائم القتل والتحريض على قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية.

أحداث الاتحادية

تلك الأحداث لم ينسها الشارع المصري برغم مرور أكثر من عام عليها، ومرسي ليس الوحيد الماثل أمام المحكمة في هذه القضية، بل برفقته 14 قيادياً إخوانياً يواجهون تُهماً بارتكاب جرائم القتل والتحريض، على خلفية المظاهرات التي اندلعت رفضاً للإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره مرسي آنذاك.
وأفادت مراسلة "العربية" بالقاهرة بأن من أبرز المتهمين في تلك القضية محمد البلتاجي وعصام العريان وأيمن هدهد وجمال صابر. وقالت إن هناك دعوات للاحتشاد من قبل جماعة الإخوان وأنصارهم.
وأضافت أن هناك تعزيزات أمنية مكثفة في محيط أكاديمية الشرطة، حيث تعقد المحاكمة، مشيرة إلى اندلاع اشتباكات بين المئات من أنصار الإخوان وقوات الأمن بمحيط مسجد السلام بالحي العاشر بمنطقة مدينة نصر، القريبة نسبياً من مقر المحاكمة، كما تم إلقاء القبض على عدد من مثيري الشغب.
وقد نقلت وسائل الإعلام المصرية عن صحيفة "الوطن" بعض التسريبات من داخل زنزانة الرئيس المعزول عشية محاكمته بقضية قتل متظاهري الاتحادية، تفيد بأن مرسي لن يقف صامتاً أمام القضاء، وأن بجعبته العديد من الملفات المفاجئة التي سيعلنها لتبرئة نفسه ورفقائه، وسط توقعات من مراقبين أن تشهد المحاكمة جدلاً واسعاً داخل وخارج قاعة المحكمة.
مرسي ورفقاؤه القابعون خلف قفص الاتهام، واجهوا القاضي في 4 نوفمبر الماضي، وتأجلت حينها المحاكمة إلى 8 يناير 2014 لتمكين هيئة الدفاع من الاطلاع على أوراق القضية والاستعداد لإبداء طلباتهم بشأنها.

تعزيزات أمنية

وكانت وزارة الداخلية المصرية قد أنهت، بالتنسيق مع القوات المسلحة، خطة تأمين ثاني جلسات محاكمة الرئيس المعزول، حيث تعتمد الخطة على نشر 20 ألف ضابط ومجند من مختلف قطاعات الداخلية، لنقل المتهمين من سجون برج العرب وطرة.
ونقلت صحيفة "اليوم السابع" عن مصادر أمنية قولها إن عملية نقل المتهمين تتضمن نقل مرسي بطائرة، من سجن برج العرب، أما باقي المتهمين في سجون طرة فستتم الاستعانة بسيارات مصفحة لنقلهم من محبسهم إلى الأكاديمية وإعادتهم عقب الجلسة.
وتعتمد خطة التأمين، بحسب المصادر، على توزيع التشكيلات والمجموعات القتالية وخبراء المفرقعات في محيط أكاديمية الشرطة، من الساعة الخامسة فجراً، وتزويد الأقسام والمراكز والسجون بمجموعات قتالية وأسلحة ثقيلة للتصدي لأى محاولة اقتحام.