Home » » نكت 2015

نكت 2015

نكت 2015



مجموعه ونوادر جاحظيه مضحكه 2015 do.php?img=9177


نوادر جاحظية

قد يدفع البخل أهل خراسان إلى أعجب الحيل وأطرفها ، من ذلك ما رواه الجاحظ من أن أناساً
من أهل مدينة مرو لا يلبسون خفافهم ( أحذيتهم ) إلا ستة أشهر في السنة فإذا لبسوها في هذه الأشهر الستة
يمشون على صدور أقدامهم ثلاثة أشهر وعلى أعقاب أرجلهم ثلاثة أشهر مخافة أن تنقب هذه النعال .

*********

وروى إن رجلاً زار قوماً فأكرموه وطيبوه فجعلوا المسك في شاربه ، فحكته شفته العليا ،
فأدخل إصبعه فحكها من باطن الشفة مخافة أن تأخذ إصبعه من المسك شيئاً .

*********


مجموعه ونوادر جاحظيه مضحكه 2015 do.php?img=9178


وهنا قصة الشيخ الخراساني الذي كان يأكل في بعض المواضع إذ مر به رجل فسلم عليه فرد الشيخ السلام
ثم قال : هلم عافاك الله فتوجه الرجل نحوه فلما رآه الشيخ مقبلاً قال له : مكانك … فإن العجلة من عمل الشيطان .
فوقف الرجل ، فقال له الخرساني : ماذا تريد ؟
قال الرجل : أريد أن أتغذى .
قال الشيخ : ولم ذاك ؟ وكيف طمعت في هذا ؟ ومن أباح لك مالي ؟
قال الرجل : أوليس قد دعوتني ؟
قال الشيخ : ويحك ، لو ظننت أنك هكذا أحمق ما رددت عليك السلام
الأمر هو أن أقول أنا : هلم فتجيب أنت : هنيئاً فيكون كلام بكلام
فأما كلام بفعال وقول بأكل فهذا ليس من الإنصاف

معاذة العنبرية وشاتها الاقتصادية



مجموعه ونوادر جاحظيه مضحكه 2015 do.php?img=9179

قال شيخ: لم أر في وضع الأمور مواضعها وفي توفيتها غاية حقوقها، كمعاذة العنبرية. قالوا: وما معاذة هذه؟
قال : أهدي إليها العام، ابن عم لها أضحية، فرأيتها كئبة حزينة مفكرة مطرقة، فقلت لها: مالك يا معاذة؟
قالت: أنا امرأة أرملة، وليس لي قيم ( أي: من يقوم بأمرها )، ولا عهد لي بتدبير لحم الأضاحي،
وقد ذهب الذين كانوا يدبرونه ويقومون بحقه، وقد خفت أن يضيع بعض هذه الشاة، ولست أعرف
وضع جميع أجزائها في أماكنها، وقد علمت أن الله لم يخلق فيها ولا في غيرها شيئاً لا منفعة فيه.
ولكن المرء يعجز لا محالة. ولست أخاف من تضييع القليل إلا أنه يجر إلى تضييع الكثير.

ـ أما القرن فالوجه فيه معروف، وهو : أن يجعل منه كالخطاف ويسمر في جذع من أجذاع السقف فيعلق
عليه الزبل ( السلة )، والكيران، وكل ما خيف عليه من الفأر والنمل والسنانير وبنات وردان ( الصراصير )،
والحيات وغير ذلك وأما المصران فإنه لأوتار المندفة، وبنا إلى ذلك أعظم الحاجة.

وأما قحف ( العظم فوق الدماغ ) الرأس والليحان وسائر العظام فسبيله أن يكسر بعد أن يعرق، ثم
يطبخ فما ارتفع من الدسم كان للمصباح وللإدام وللعصيدة ولغير ذلك، ثم تؤخذ تلك العظام فيوقد بها،
فلم ير الناس وقوداً قط أصفى ولا أحسن لهباً منه وإذا كانت كذلك فهي أسرع للقدر لقلة ما يخالطها من الدخان
وأما الإهاب فالجلد نفسه جراب وللصوف وجوه لا تعد. وأما الفرث ( أي: الزبل ) والبحر فحطب إذا جفف عجيب.

ثم قالت: بقي الآن علينا الانتفاع بالدم، وقد علمت: أن الله عز وجل لم يحرم من الدم المسفوح إلا أكله وشربه.
وأن له مواضع يجوز فيها ولا يمنع منها وإن لم أقع على علم ذلك حتى يوضع موضع الانتفاع به،
صار كية في قلبي وقذى في عيني وهما لا يزالان يعوداني.

قال: فلم ألبث أن رأيتها قد تطلقت وتبسمت فقلت: ينبغي أن يكون قد انفتح لك باب الرأي في الدم.
قالت: أجل ذكرت أن عندي قدوراً شامية جدداً. وقد زعموا: أنه ليس شيء أزيغ ولا أزيد في قوتها،
من التلطيخ بالدم الحار الدميم، وقد استرحت الآن، إذ وقع كل شيء في موقعه.


مجموعه ونوادر جاحظيه مضحكه 2015 do.php?img=9180


قال : ثم لقيتها بعد ستة أشهر، فقلت لها: كيف كان قديد تلك؟
قالت: بأبي أنت! لم يجيء وقت القديد بعد لنا في الشحم والإلية والجنوب
والعظم المعرق وفي غير ذلك معاش ولكل شيء إبان.


يسمعون بالشبع ويتهمون بأكل الهاضمات

قال الجاحظ: وحدثني أبو الأصبغ بن ربعي قال: دخلت عليه بعد أن ضرب غلمانه بيوم،
فقلت له: ما هذا الضرب المبرح، وهذا الخلق السيىء؟ هؤلاء غلمان، ولهم حرمة وكفاية وتربية،
وإنما هم ولد هؤلاء كانوا إلى غير هذا أحوج.

ـ قال: إنك لست تدري أنهم أكلوا كل جوارشين. ( بضم الجيم ـ أي: الأدوية الهاضمة ) كان عندي.

ـ قال أبو الأصبع: فخرجت إلى رئيس غلمانه فقلت: ويلك!! مالك وللجوارشن وما رغبتك فيه؟
قال: جعلت فداك: ما أقدر أن أكلمك من الجوع إلا وأنا متكىء، الجوارشن ماذا أصنع به؟
هو نفسه ليس يشبع، ولا يحتاج إلى الجوارشن ونحن الذين إنما نسمع بالشبع سماعاً
من أفواه الناس، ما نصنع بالجوارشن.

البخيل بالبخور

قال بخيل: حبذا الشتاء فإنه يحفظ رائحة البخور، ولا يحمض فيه النبيذ إذا ترك مفتوحاً،
ولا يفسد فيه مرق إذا بقي أياماً، وكان لا يتبخر إلا في منازل أصحابه، فإذا كان في الصيف دعا بثيابه
فلبسها على قميصه لكيلا يضيع من البخور شيء.

**********

قيل لبخيل: قد رضيت بأن يقال: عبد الله بخيل.
قال: لا أعدمني الله هذا الاسم.
قلت: كيف؟.
قال: لا يقال فلان بخيل إلا وهو ذو مال، فسلم إلي المال، وادعني بأي اسم شئت.


عرف الجاحظ بحبه للفكاهة والنوادر، وتأتي خبرته بطبائع الناس وإلمامه بأخبارهم وأحاديثهم
كمادة لعدد من مؤلفاته مثل البخلاء، والحيوان وغيرها وما ضمته من الفكاهات والنوادر بالإضافة للمعلومة والحكمة،
ونذكر هنا إحدى نوادره والتي رواها عن أحد معلمي الكتاتيب، وكيف أنهم لطول معاشرتهم للصبية الصغار،
تطيش عقولهم، ويفقدون صوابهم وينتهون إلى الجنون،
ويقابل الجاحظ واحداً منهم، ولكنه يغير فكرته عنهم لِما رآه منه من سَمت ووقار وعلم ورجاحة عقل،
فيصاحبه ويتقرب إليه، ولكن الحال ينقلب بعد ذلك على نحو هزلي..


مجموعه ونوادر جاحظيه مضحكه 2015 do.php?img=9167


يقول الجاحظ:
كنت ألفتُ كتاباً في نوادر المعلمين وما هم عليه من الغفلة، ثم رجعت عن ذلك وعزمت على تقطيع الكتاب،
فدخلت يوماً قرية فوجدت فيها معلماً في هيئة حسنة، فسلمت عليه فرد عليّ أحسن رد، ورحّب بي فجلست عنده،
وباحثته في القرآن فإذا هو ماهر، ثم فاتحته في الفقه والنحو وعلم المعقول وأشعار العرب، فإذا هو كامل الأدوات،
فقلت: هذا واللّه مما يُقـوي عزمي على تقطيع الكتاب.

وكنت أختلف إليه وأزوره، فجئت يوماً لزيارته، وطرقت الباب، فخرجتْ إليّ جارية وقالت: ما تريد؟
قلت: سيدك، فدخلت وخرجت وقالت: باسم اللّه، فدخلت إليه، وإذا به جالساً كئيباً، فقلت عظم اللّه أجرك،
"لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة".. "كل نفس ذائقة الموت" فعليك بالصبر! ثم قلت له: هذا الذي توفى ولدك؟
قال: لا، قلت: فوالدك؟، قال: لا، قلت: فأخوك؟ قال: لا، قلت: فزوجتك؟ قال: لا، فقلت: وما هو منك؟ قال: حبيبتي!
فقلت: في نفسي هذه أول المناحس، فقلت: سبحان اللّه، النساء كثير، وستجد غيرها،
فقال: أتظن أني رأيتها؟ قلت: هذه منحسة ثانية، ثم قلت: وكيف عشقت من لم تر؟
فقال: اعلم أني كنت جالساً في هذا المكان، وأنا أنظر من الطاقة (نافذة صغيرة)
إذ رأيت رجـلاً عليه بُـرد وهو يقول:

يا أم عمرو جزاك اللّه مكرمة
ردِّي عـلـيّ فـؤادي أيـنـما iiكانا
لا تـأخـذيـن فـؤادي تـلـعبين به
وكـيـف يـلعب بالإنسان iiإنسانا

فقلت في نفسي: لولا أنّ أم عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها ما قيل فيها هذا الشعر، فعشقتها،
فلما كان منذ يومين مَرَ ذلك الرجل بعينه وهو يقول:

لقد ذهب الحمار بأمِّ iiعمروفلا رجعت ولا رجع الحمار

فعلمت أنها ماتت! فحزنت عليها، وأغلقت المكتب، وجلست في الدار.
فقلت: يا هذا، إني ألفت كتاباً في نوادركم معشر المعلمين، وكنت حين صاحبتك عزمت على تقطيعه،
والآن قد قويت عزمي على إبقائه، وأول ما أبدأ فيه بك إن شاء اللّه!.

معلومات حول الموضوع

نكت 2015 العنوان : نكت 2015
الوصف : نكت 2015 نوادر جاحظية قد يدفع البخل أهل خراسان إلى أعجب الحيل وأطرفها ، من ذلك ما رواه الجاحظ من أن أناساً من أهل مدينة مرو لا يلبسون خفافهم...
تقييم الموضوع : 4.5
الكاتب : غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اضف ايميلك ليصلك جديدة المدونة:



Delivered by FeedBurner
اخبار بعدين