ولدتي تدرس الشياطين بأفعالها الفاحشة
أدرك تمام الإدراك، أنه ليس في وسعي التطرّق إلى تفاصيل مشكلتي، لأنها معقّدة ومتداخلة، على الرغم من ذلك سأحاول سردها، وإن كانت أفكارا عشوائية فأرجو منكم المعذرة، وتأكدوا أن ما يحدث في بيتنا من علامات الفناء، مزيج من المعاصي والذنوب والفواحش والمنكرات والأعمال المذمومة، كلّها من صنع والدتي، فهي امرأة من نوع خاص، لديها قدرة خارقة على المكر والدهاء، تؤهلها لكي تُدرّس للشياطين، وإذا اجتازت مع هذه الطائفة مسابقة فلا محال ستنال مرتبة التفوّق بامتياز.والدتي امرأة، لم أجد بعد الكلمة المناسبة لوصفها، لقد فتحت بيتنا على مصرعيه وجعلته مدرسة خاصة لتقديم الدروس واكتساب الخبرات والدهاء وتقديم خدمات مقابل المال الوفير، فمن أرادت أن تستميل قلب زوجها أو عشيقها، حقّقت لها المطلوب من خلال أعمال السحر والشعوذة، ومن أرادت أن تجعل الرجل عاجزا، فإن والدتي لا تتوانى لحظة في إهدار فحولته عن طريق خلطات تقتنيها من قبيلة الشيطان نفسه، لأن عملها يتطلّب وجود أعوان لها في مختلف المجالات، والدتي بارعة في إجهاض الأجنّة والترويج للدعارة، تحث الفتيات في مقتبل العمر على الهروب إلى الشارع، تفعل ذلك، وفي نفسها حاجة، ألم أخبركم في البداية أنها شيطان مارد، تحب أن تشيع الفاحشة في الأرض، لأن المبدأ عندها «إذا عمّت خفّت»، لم تترك مجالا إلا ونشطت فيه، أما اللواتي لا حيلة ولا قوة لهن ولا يملكن المال نظير الخدمات المقدّمة، فإنها تجنّدهن لقضاء بعض الحوائج بالنيابة عنها، لقد أنشأت شبكة للفساد شعارها القضاء على الفضيلة في سبيل أن تعم الرذيلة، تفعل كل شيء بيقظة وحرص شديد، لا تترك خلفها أبدا الأثر الذي يورّطها، والأكثر من هذا فإنها تملك ضد الجميع الحجج والراهين التي تجعلهم لا يتفوّهون بكلمة ضدّها، بل يظهرون لها الطاعة والولاء.إخواني القراء.. أعلمكم أني ابنتها الوحيدة، لا أدري من أين أتيت، فتارة يبلغ مسامعي أنها تكفّلت بتربتي، ومرة أخرى يشاع أني ابنة حرام، والمعروف الوحيد في حياتها أنها كفلتني، وهناك من يقول إني ابنتها الشرعية من زوجها الذي قتلته بكيدها، والصحيح في كل هذا أني لست ابنتها فلو كنت كذلك، لحملت داخلي جينات الشّر والمكر، فأنا لست كذلك، طيبة بريئة ومُسالمة، فتية في العشرينيات من العمر، فإذا تخلّت عني لن أعيش لحظة واحدة، لأني عديمة الخبرة بعدما منعت نفسي من الالتحاق بمدرستها، وأنا اليوم بصدد البحث عن مخرج لمشكلتي، لا أعرف ماذا أفعل لأني قليلة الحيلة، لكنني متأكدة من كرم القراء ورواد هذا المنبر الكرام، فلا محال سيجدون لي المخرج المناسب من هذا المأزق، ومن يفعل ذلك لن أنسى له هذا الجميل، إذ عليّ الطاعة والاستجابة لمن بيده الخير لي.
معلومات حول الموضوع
العنوان : ولدتي تدرس الشياطين بأفعالها الفاحشةالوصف : ولدتي تدرس الشياطين بأفعالها الفاحشة أدرك تمام الإدراك، أنه ليس في وسعي التطرّق إلى تفاصيل مشكلتي، لأنها معقّدة ومتداخلة، على الرغم من ذلك س...
تقييم الموضوع : 4.5
الكاتب : غير معرف
0 التعليقات:
إرسال تعليق